2 index
حكايةٌ.. يَرويها
نَهْرُ دِجْلَةَ
وأنا أسيرُ على نَهْرِ دِجْلةَ.. أتأمَّلُ جَريانَ مائِهِ وأُحَدِّقُ فِيهِ.. شَعَرْتُ كأنَّ النَهْرَ يَسْتَوْقِفُني عِنْدَ مَوْضِعٍ على شاطِئِهِ.. وراحَ يَحْكي لي حِكايةً سَبَقَ لهُ حِكايَتُها مِراراً على ضمائرِ الاََجْيالِ السالِفَةِ وقُلوبِها.. فَتَصَدَّعَ قَلْبِي.. وانْفَجَرَتِ الدُمُوعُ عَلى وَجْنَتَيَّ فَلَمْ أَستَطِعِ التَحَكُّمَ بِأَعصابِي.. وَجَدْتُ نَفْسِي أَصْرُخُ بِأَعلى صَوتِي : ـ مَنْ مِنْكُمْ لا يَعرفُ نَهْرَ دِجْلَةَ.. ؟ هذا النَهْرُ الّذِي يَشُقُّ بَغدادَ إلى نِصْفَينِ.. هَلْ وَقَفْتُمْ عَلى شاطِئِهِ.. وَتَأَمّلْتُمْ نَزِيفَ دُمُوعِهِ.. ؟ هَلْ اسْتَمَعْتُمْ إِلَيْهِ بِقُلُوبِكُمْ وَضَمائرِكُمْ..؟ إنَّهُ منْذُ سَنَةِ 183هـ وَهُوَ يَروِي لِلاََجْيالِ حِكايَةً مُفْجِعَةً.. لَمْ تَشْهَدْ بَغدادُ أَفْجَعَ مِنْها.. لِذلِكَ فَهُوَ يَروِيها وَكأَنَّها وَقَعَتْ بِالاََمْسِ القَرِيبِ فِي ذلِكَ اليومِ كَأَنَّ شَمسَ بَغدادَ